تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٢١٩
كراهته وانتصاب * (ميتا) * على الحال من اللحم أو الأخ وشدده نافع * (واتقوا الله إن الله تواب رحيم) * لمن اتقى ما نهى عنه وتاب مما فرط منه والمبالغة في ال * (تواب) * لأنه بليغ في قبول التوبة إذ يجعل صاحبها كمن لم يذنب أو لكثرة المتوب عليهم أو لكثرة ذنوبهم روي أن رجلين من الصحابة بعثا سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبغي لهما إداما وكان أسامة على طعامه فقال ما عندي شيء فأخبرهما سلمان فقالا لو بعثناه إلى بئر سميحة لغار ماؤها فلما راحا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما ما لي أرى حضرة اللحم في أفواهكما فقالا ما تناولنا لحما فقال إنكما قد اغتبتما فنزلت * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) * من آدم وحواء عليهما السلام أو خلقنا كل واحد منكم من أب وأم فالكل سواء في ذلك فلا وجه للتفاخر بالنسب ويجوز أن يكون تقريرا للأخوة المانعة عن الاغتياب * (وجعلناكم شعوبا وقبائل) * الشعب الجمع العظيم المنتسبون إلى أصل واحد وهو يجمع القبائل والقبيلة تجمع العمائر والعمارة تجمع البطون والبطن تجمع الأفخاذ والفخذ يجمع الفضائل فخزيمة شعب وكنانة قبيلة وقريش عمارة وقصي بطن وهاشم فخذ وعباس فصيلة وقبل الشعوب بطون العجم والقبائل بطون العرب * (لتعارفوا) * ليعرف بعضكم بعضا لا للتفاخر بالآباء والقبائل وقرئ * (لتعارفوا) * بالإدغام لتتعارفوا ولتعرفوا * (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) * فإن التقوى بها تكمل النفوس وتتفاضل بها الأشخاص فمن أراد شرفا فليلتمسه منها كما قال صلى الله عليه وسلم من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله وقال صلى الله عليه وسلم
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»