تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٥٤
بأنهم لضعفهم لا يستطيعون تأدية اللفظ بالتمام ولذلك اختصروا فقالوا * (ليقض علينا ربك) * والمعنى سل ربنا أن يقضي علينا من قضى عليه إذا أماته وهو لا ينافي إبلاسهم فإنه جؤار وتمن للموت من فرط الشدة * (قال إنكم ماكثون) * لا خلاص لكم بموت ولا بغيره * (لقد جئناكم بالحق) * بالإرسال والإنزال وهو تتمة الجواب إن كان في قال ضمير الله وإلا فجواب منه فكأنه تعالى تولى جوابهم بعد جواب مالك * (ولكن أكثركم للحق كارهون) * لما في اتباعه من إتعاب النفس وآداب الجوارح * (أم أبرموا أمرا) * في تكذيب الحق ورده ولم يقتصروا على كراهته * (فإنا مبرمون) * أمرا في مجازاتهم والعدول عن الخطاب للإشعار بأن ذلك أسوأ من كراهتهم أو أم أحكم المشركون أمرا من كيدهم بالرسول * (فإنا مبرمون) * كيدنا بهم ويؤيده قوله * (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم) * حديث أنفسهم بذلك * (ونجواهم) * وتناجيهم * (بلى) * نسمعها * (ورسلنا) * والحفظة مع ذلك * (لديهم) * ملازمة لهم * (يكتبون) * ذلك * (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) * منكم فإن النبي صلى الله عليه وسلم يكون أعلم بالله وبما يصح له وبما لا يصح له وأولى بتعظيم ما يوجب تعظيمه ومن تعظيم الوالد تعظيم ولده ولا يلزم من ذلك صحة كينونة الولد وعبادته له إذ المحال قد يستلزم المحال بل المراد نفيهما على أبلغ الوجوه كقوله تعالى * (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) * غير أن * (لو) * ثم مشعرة بانتفاء الطرفين و * (إن) * ههنا لا تشعر به ولا بنقيضه فإنها لمجرد الشريطة بل الانتفاء معلوم لانتفاء اللازم الدال على انتفاء ملزومه والدلالة على أن إنكاره الولد ليس لعناد ومراء بل لو كان لكان أولى الناس بالاعتراف به وقيل معناه إن كان له ولد في زعمكم
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»