تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٢٦
ولم يبق للمحاجة مجال ولا للخلاف مبدأ سوى العناد * (الله يجمع بيننا) * يوم القيامة * (وإليه المصير) * مرجع الكل لفصل القضاء وليس في الآية ما يدل على متاركة الكفار رأسا حتى تكون منسوخة بآية القتال * (والذين يحاجون في الله) * في دينه * (من بعد ما استجيب له) * من بعد ما استجاب له الناس ودخلوا فيه أو من بعد ما استجاب الله لرسوله فأظهر دينه بنصرة يوم بدر أو من بعد ما استجاب له أهل الكتاب بأن أقروا بنبوته واستفتحوا به * (حجتهم داحضة عند ربهم) * زائلة باطلة * (وعليهم غضب) * لمعاندتهم * (ولهم عذاب شديد) * على كفرهم * (الله الذي أنزل الكتاب) * جنس الكتاب * (بالحق) * ملتبسا بعيدا من الباطل أو بما يحق إنزاله من العقائد والأحكام * (والميزان) * والشرع الذي توزن به الحقوق ويسوي بين الناس أو العدل بأن أنزل الأمر به أو آلة الوزن بأن أوحى بإعدادها * (وما يدريك لعل الساعة قريب) * إتيانها فاتبع الكتاب واعمل بالشرع وواظب على العدل قبل أن يفاجئك اليوم الذي توزن فيه أعمالك وتوفى جزاءك وقيل تذكير القريب لأنه بمعنى ذات قرب أو لأن الساعة بمعنى البعث * (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها) * استهزاء * (والذين آمنوا مشفقون منها) * خائفون منها مع اغتيابها لتوقع الثواب * (ويعلمون أنها الحق) * أي الكائن لا محالة * (ألا إن الذين يمارون في الساعة) * يجادلون فيها من المرية أو من مريت الناقة إذا مسحت ضرعها بشدة للحلب لأن كلا من المتجادلين يستخرج ما عند صاحبه بكلام فيه شدة * (لفي ضلال بعيد) * عن الحق فإن البعث أشبه الغائبات إلى المحسوسات فمن لم يهتد لتجويزه فهو أبعد عن الاهتداء إلى ما وراءه * (الله لطيف بعباده) * بر بهم بصنوف من البر لا تبلغها الأفهام * (يرزق من يشاء) * أي يرزقه كما يشاء فيخص كلا من عباده بنوع من البر على ما اقتضته حكمته * (وهو القوي) * الباهر القدرة * (العزيز) * المنيع الذي لا يغلب
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»