تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٠٦
وأصله الثقل وقرئ بالكسر * (ومن بيننا وبينك حجاب) * يمنعنا عن التواصل ومن للدلالة على أن الحجاب مبتدأ منهم ومنه بحيث استوعب المسافة المتوسطة ولم يبق فراغ وهذه تمثيلات لنبو قلوبهم عن إدراك ما يدعوهم إليه واعتقادهم ومج أسماعهم له وامتناع مواصلتهم وموافقتهم للرسول صلى الله عليه وسلم * (فاعمل) * على دينك أو في إبطال أمرنا * (إننا عاملون) * على ديننا أو في إبطال أمرك * (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) * لست ملكا ولا جنيا لا يمكنكم التلقي منه ولا أدعوكم إلى ما تنبو عنه العقول والاسماع وإنما أدعوكم إلى التوحيد والاستقامة في العمل وقد يدل عليهما دلائل العقل وشواهد النقل * (فاستقيموا إليه) * فاستقيموا في أفعالكم متوجهين إليه أو فاستووا إليه بالتوحيد والإخلاص في العمل * (واستغفروه) * مما أنتم عليه من سوء العقيدة والعمل ثم هددهم على ذلك فقال * (وويل للمشركين) * من فرط جهالتهم واستخفافهم بالله * (الذين لا يؤتون الزكاة) * لبخلهم وعدم إشفاقهم على الخلق وذلك من أعظم الرذائل وفيه دليل على أن الكفار مخاطبون بالفروع وقيل معناه لا يفعلون ما يزكي أنفسهم وهو الإيمان والطاعة * (وهم بالآخرة هم كافرون) * حال مشعرة بأن امتناعهم عن الزكاة لاستغراقهم في طلب الدنيا وإنكارهم للآخرة * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر) * عظيم * (غير ممنون) * لا يمن به عليهم من المن وأصله الثقل أو لا يقطع من مننت الحبل إذا قطعته وقيل نزلت في المرضى والهرمى إذا عجزوا عن الطاعة كتب لهم الأجر كأصلح ما كانوا يعملون
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»