تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٧٣
إليه إذا أمره واللام جواب قسم محذوف وإنما عطف قصة آدم على قوله * (وصرفنا فيه من الوعيد) * للدلالة على أن أساس بني آدم على العصيان وعرقهم راسخ في النسيان * (من قبل) * من قبل هذا الزمان * (فنسي) * العهد ولم يعن به حتى غفل عنه أو ترك ما وصي به من الاحتراز عن الشجرة * (ولم نجد له عزما) * تصميم رأي وثباتا على الأمر إذ لو كان ذا عزيمة وتصلب لم يزله الشيطان ولم يستطع تغريره ولعل ذلك كان في بدء أمره قبل أن يجرب ذا عزيمة وتصلب لم يزله الشيطان ولم يستطع تغريره ولعل ذلك كان في بدء أمره قبل أن يجرب الأمور ويذوق شريها وأريها وعن النبي صلى الله عليه وسلم لو وزنت أحلام بني آدم بحلم آدم لرجح حلمه وقد قال الله تعالى * (ولم نجد له عزما) * وقيل عزما مفعولاه وإن كان من الوجود المناقض للعدم فله حال من عزما أو متعلق بنجد * (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) * مقدر أي اذكر حاله في ذلك الوقت ليتبين لك أنه نسي ولم يكن من أولي العزيمة والثبات * (فسجدوا إلا إبليس) * قد سبق القول فيه * (أبى) * جملة مستأنفة لبيان ما منعه من السجود وهو الاستكبار وعلى هذا لا يقدر له مفعول مثل السجود المدلول عليه بقوله * (فسجدوا) * لأن المعنى أظهر الإباء عن المطاوعة * (فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما) * فلا يكونن سببا لإخراجكما
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»