تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٧٥
* (ثم اجتباه ربه) * اصطفاه وقربه بالحمل على التوبة والتوفيق لها من أجبى إلى كذا فاجتبيته مثل جليت على العروس فاجتليتها وأصل معنى الكلمة الجمع * (فتاب عليه) * فقبل توبته لما تاب * (وهدى) * إلى الثبات على التوبة والتثبت بأسباب العصمة * (قال اهبطا منها جميعا) * الخطاب لآدم وحواء أو له ولإبليس ولما كانا أصلي الذرية خاطبهما مخاطبتهم فقال * (بعضكم لبعض عدو) * لأمر المعاش كما عليه الناس من التجاذب التحارب أو لاختلال حال كل من النوعين بواسطة الآخر ويؤيد الأول قوله * (فإما يأتينكم مني هدى) * كتاب ورسول * (فمن اتبع هداي فلا يضل) * في الدنيا * (ولا يشقى) * في الآخرة * (ومن أعرض عن ذكري) * عن الهدى الذاكر لي والداعي إلى عبادتي * (فإن له معيشة ضنكا) * ضيقا مصدر وصف به ولذلك يستوي فيه المذكر والمؤنث وقرئ ضنكى ازديادها خائفا على انتقاصها بخلاف المؤمن الطالب للآخرة مع أنه تعالى قد يضيق بشؤم الكفر ويوسع ببركة الإيمان كما قال * (وضربت عليهم الذلة والمسكنة) * * (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل) * * (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا) * الآيات وقيل هو الضريع والزقوم في النار وقيل عذاب القبر * (ونحشره) * قرىء بسكون الهاء على لفظ الوقف وبالجزم عطفا على محل * (فإن له معيشة ضنكا) * لأنه جواب الشرط * (يوم القيامة أعمى) * البصر أو القلب ويؤيد الأول * (قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا) * وقد أمالهما حمزة والكسائي لأن الألف منقلبة من الياء وفرق أبو عمرو بأن الأول رأس الآية ومحل الوقف فهو جدير بالتغيير * (قال كذلك) * أي مثل ذلك فعلت ثم فسره فقال * (أتتك آياتنا) * واضحة نيرة * (فنسيتها) * فعميت عنها وتركتها غير منظور إليها * (وكذلك) * ومثل تركك إياها * (اليوم تنسى) * تترك في العمى والعذاب
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»