تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٧٠
الزرقة أسوأ ألوان العين وأبغضها إلى العرب لأن الروم كانوا أعدى أعدائهم وهم زرق العين ولذلك قالوا صفة العدو أسود الكبد أصهب السبال أزرق العين أو عميا فإن حدقة الأعمى تزراق * (يتخافتون بينهم) * يخفضون أصواتهم لما يملأ صدورهم من الرعب والهول والخفت خفض الصوت وإخفاؤه * (إن) * ما * (لبثتم إلا عشرا) * أي في الدنيا يستقصرون مدة لبثهم فيها لزوالها أو لاستطالتهم مدة الآخرة أو لتأسفهم عليها لما عاينوا الشدائد وعلموا أنهم استحقوها على إضاعتها في قضاء الأوطار واتباع الشهوات أو في القبر لقوله * (ويوم تقوم الساعة) * إلى آخر الآيات * (نحن أعلم بما يقولون) * وهو مدة لبثهم * (إذ يقول أمثلهم طريقة) * أعدلهم رأيا أو عملا * (إن لبثتم إلا يوما) * استرجاح لقول من يكون أشد تقالا منهم * (ويسألونك عن الجبال) * عن مآل أمرها وقد سأل عنها رجل من ثقيف * (فقل) * لهم * (ينسفها ربي نسفا) * يجعلها كالرمل ثم يرسل عليها الرياح فتفرقها * (فيذرها) * فيذر مقارها أو الأرض وإضمارها من غير ذكر لدلالة * (الجبال) * عليها كقوله تعالى * (ما ترك عليها من دابة) * * (قاعا) * خاليا * (صفصفا) * مستويا كأن أجزاءها على صف واحد * (لا ترى فيها عوجا ولا أمتا) * اعوجاجا ولا نتوا إن تأملت فيها بالقياس الهندسي وثلاثتها أحوال مترتبة فالأولان باعتبار الإحساس والثالث باعتبار المقياس
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»