تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٦٩
لا العجل الذي يصاغ ويحرق وإن كان حيا في نفسه كان مثلا في الغباوة وقرئ * (وسع) * فيكون انتصاب * (علما) * على المفعولية لأنه وإن انتصب على التمييز في المشهورة لكنه فاعل في المعنى فلما عدي الفعل بالتضعيف إلى المفعولين صار مفعولا * (كذلك) * مثل ذلك الإقتصاص يعني اقتصاص عليه الصلاة والسلام * (نقص عليك من أنباء ما قد سبق) * من أخبار الأمور الماضية والأمم الدارجة تبصرة لك وزيادة في علمك وتكثيرا لمعجزاتك وتنبيها وتذكيرا للمستبصرين من أمتك * (وقد آتيناك من لدنا ذكرا) * كتابا مشتملا على هذه الأقاصيص والأخبار حقيقا بالتفكر والاعتبار والتنكير فيه للتعظيم وقيل ذكرا جميلا وصيتا عظيما بين الناس * (من أعرض عنه) * عن الذكر الذي هو القرآن الجامع لوجوه السعادة والنجاة وقيل عن الله * (فإنه يحمل يوم القيامة وزرا) * عقوبة ثقيلة فادحة على كفره وذنوبه سماها * (وزرا) * تشبيها في ثقلها على المعاقب وصعوبة احتمالها بالحمل الذي يفدح الحامل وينقض ظهره أو إثما عظيما * (خالدين فيه) * في الوزر أو في حمله والجمع فيه والتوحيد في أعرض للحمل على المعنى واللفظ * (وساء لهم يوم القيامة حملا) * أي بئس لهم ففيه ضمير مبهم يفسره * (حملا) * والمخصوص بالذم محذوف أي ساء حملا وزرهم واللام في * (لهم) * للبيان كما في * (هيت لك) * ولو جعلت * (ساء) * بمعنى أحزن والضمير الذي فيه للوزر أشكل أمر اللام ونصب * (حملا) * ولم يفد مزيد معنى * (يوم ينفخ في الصور) * وقرأ أبو ب عمرو بالنون على إسناد النفخ إلى الأمر به تعظيما له أو للنافخ وقرئ بالياء المفتوحة على أن فيه ضمير الله أو ضمير إسرافيل وإن لم يجر ذكره لأنه المشهور بذلك وقرئ * (في الصور) * وهو جمع صورة وقد سبق بيان ذلك * (ونحشر المجرمين يومئذ) * وقرئ ويحشر المجرمون * (زرقا) * زرق العيون وصفوا بذلك لأن
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»