تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٧٤
والمراد نهيهما عن أن يكون بحيث يتسبب الشيطان إلى إخراجهما * (من الجنة فتشقى) * وأفرده بإسناد الشقاء إليه بعد إشراكهما في الخروج اكتفاء باستلزام شقائه شقاءها من حيث إنه قيم عليها ومحافظة على الفواصل أو لأن المراد بالشقاء التعب في طلب المعاش وذلك وظيفة الرجال ويؤيده قوله * (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى) * * (وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) * فإنه بيان وتذكير لما له في الجنة من أسباب الكفاية وأقطاب الكفاف التي هي الشبع والري والكسوة والسكن مستغنيا عن اكتسابها والسعي في تحصيل أغراض ما عسى ينقطع ويزول منها بذكر نقائضها ليطرق سمعه بأصناف الشقوة المحذر عنها والعاطف وإن ناب عن أن لكنه ناب من حيث إنه عامل لا من حيث إنه حرف تحقيق فلا يمتنع دخوله على أن امتناع دخول إن عليه وقرأ نافع وأبو بكر وإنك لا تظمأ بكسر الهمزة والباقون بفتحها * (فوسوس إليه الشيطان) * فانتهى إليه وسوسته * (قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد) * الشجرة التي من أكل منها خلد ولم يمت أصلا فأضافها إلى الخلد أي الخلود لأنها سببه بزعمه * (وملك لا يبلى) * لا يزول ولا يضعف * (فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) * أخذا يلزقان الورق على سوآتهما للتستر وهو ورق التين * (وعصى آدم ربه) * بأكل الشجرة * (فغوى) * فضل عن المطلوب وخاب حيث طلب الخلد بأكل الشجرة أو عن المأمور به أو عن الرشد حيث اغتر بقول العدو وقرئ فغوى من غوى الفصيل إذا أتخم من اللبن وفي النعي عليه بالعصيان والغواية مع صغر زلته تعظيم للزلة وزجر بليغ لأولاده عنها
(٧٤)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»