تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٤٢
نعم الله في ذلك إذ لولا خلقه لها وتذليله إياها كيف أمكن التوسل إلى تحصيل هذه المنافع المهمة * (واتخذوا من دون الله آلهة) * اشركوها به في العبادة بعد ما رأوا منه تلك القدرة الباهرة والنعم المتظاهرة وعلموا انه المتفرد بها * (لعلهم ينصرون) * رجاء أن ينصروهم فيما حزبهم من الأمور والأمر بالعكس لأنهم * (لا يستطيعون نصرهم وهم لهم) * لآلهتهم * (جند محضرون) * معدون لحفظهم والذب عنهم أو * (محضرون) * اثرهم في النار * (فلا يحزنك) * فلا يهمنك وقرئ بضم الياء من احزن * (قولهم) * في الله بالالحاد والشرك أو فيك بالتكذيب والتهجين * (إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون) * فنجازيهم عليه وكفى ذلك أن تتسلى به وهو تعليل للنهي على الاستئناف ولذلك لو قرئ * (إنا) * بالفتح على حذف لام التعليل جاز * (أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين) * تسلية ثانية بتهوين ما يقولونه بالنسبة إلى إنكارهم الحشر وفيه تقبيح بليغ لانكاره حيث عجب منه وجعله افراطا في الخصومة بينا ومنافاة لجحود القدرة على ما هو أهون مما عمله في بدء خلقه ومقابلة النعمة التي لا مزيد عليها وهي خلقه من اخس شيء وامهنه شريفا مكرما بالعقوق والتكذيب روي أن أبي بن خلف أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم بال يفتته بيده وقل أترى الله يحيى هذا بعد ما رم فقال صلى الله عليه وسلم نعم ويبعثك ويدخلك النار فنزلت وقيل معنى * (فإذا هو خصيم مبين) * فإذا هو بعد ما كان ماء مهينا مميز منطيق قادر على الخصام معرب عما في نفسه * (وضرب لنا مثلا) * امرا عجيبا وهو نفي القدرة على أحياء الموتى أو تشبيهه بخلقه
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 » »»