ومضى على الفريقين قريب من شهر لا حرب بينهم إلا الترامي بالنبل والحجارة حتى بعث الله عليهم ريحا بادرة في ليلة شاتية فأخصرتهم وسفت التراب في وجوهم وأطفأت نيرانهم وقلعت خيامهم وماجت الخيل بعضها في بعض وكبرت الملائكة في جوانب العسكر فقل طليحة بن خويلد الأسدي أما محمد فقد بدأكم بالسحر فالنجاء النجاء فانهزموا من غير قتال * (وكان الله بما تعملون) * من حفر الخندق وقرأ البصريان بالياء أي بما يعمل المشركون من التحزب والمحاربة * (بصيرا) * رائيا (إذ جاؤكم) بدل من إذا جاءتكم * (من فوقكم) * من أعلى الوادي من قبل المشرق بنو غطفان * (ومن أسفل منكم) * من أسفل الوادي من قبل المغرب قريش * (وإذ زاغت الأبصار) * مات عن مستوى نظرها حيرة وشخوصا * (وبلغت القلوب الحناجر) * رعبا لإإن الرئة تنتفخ من شدة الروع فيرتفع القلب بارتفاعها إلى رأس الحنجرة وهي منتهى الحلقوم مدخل الطعام والشراب * (وتظنون بالله الظنونا) * لأنواعمن الظن فظن المخلصون الثبت القلوب أن الله منجز وعده في اعلاء دينه أو ممتحنهم فخافوا الزلل وضعف الاحتمال والضعاف القلوب والمنافقون ما حكي عنهم والألف مزيدة في أمثاله تشبيها للفواصل بالقوافي وقد أجرى نافع وابن عامر وأبو بكر فيها الوصل مجرى الوقف ولم يزدها أبو عمرو وحمزة ويعقوب مطلقا وهو القياس * (هنالك ابتلي المؤمنون) * اختبروا فظهر المخلص من المنافق والثابت من المتزلزل * (وزلزلوا زلزالا شديدا) * من شدة الفزع وقرئ * (زلزالا) * بالفتح * (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض) * ضعف اعتقاد * (ما وعدنا الله ورسوله) * من الظفر واعلاء الدين * (إلا غرورا) * وعدا باطلا قيل قائله معتب بن قشير قال يعدنا محمد بتفح فارس والروم واحدنا لا يقدر أن يتبرز فرقا ما هذا إلا وعد غرور
(٣٦٦)