تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٦٢
سورة الأحزاب مدنية وآيها ثلاث وسبعون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (يا أيها النبي اتق الله) * ناداه بالنبي وأمره بالتقوى تعظيما له وتفخيما لشأن التقوى والمراد به الأمر بالثبات عليه ليكون مانعا له عما نهى عنه بقوله * (ولا تطع الكافرين والمنافقين) * فيما يعود بوهن في الدين روي أن أبا سفيان وعكرمة بن أبي جهل وأبا الأعور السلمي قدموا عليه في الموادعة التي كانت بينه وبينهم وقام معهم بن أبي ومعتب بن قشير والجد بن قيس فقالوا له ارفض ذكر آلهتنا وقل إن لها شفاعة وندعك وربك فنزلت * (إن الله كان عليما) * بالمصالح والمفاسد * (حكيما) * لا يحكم إلا بما تقتضيه الحكمة * (واتبع ما يوحى إليك من ربك) * كالنهي عن طاعتهم * (إن الله كان بما تعملون خبيرا) * فموح إليك ما تصلح به أعمالك ويغني عن الاستماع إلى الكفرة وقرأ أبو عمرو بالياء على أن الواو ضمير الكفرة والمنافقين أي أن الله خبير بمكايدهم فيدفعها عنك * (وتوكل على الله) * وكل أمرك إلى تدبيره * (وكفى بالله وكيلا) * موكولا إليه الأمور كلها * (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) * أي ما جمع قلبين في جوف لأن القلب معدن الروح الحيواني المتعلق بالنفس الإنساني أولا ومنع القوى بأسرها وذلك يمنع التعدد * (وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم) *
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»