تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٧١
للمنطوق والمعرض به فكأن المنافقين قصدوا بالتبديل عاقبة السوء كما قصد المخلصون بالثبات والوفاء العاقبة الحسنى والتوبة عليهم مشروطة بتوبتهم أو المراد بها التوفيق للتوبة * (إن الله كان غفورا رحيما) * لمن تاب * (ورد الله الذين كفروا) * يعني الأحزاب * (بغيظهم) * متغيظين * (لم ينالوا خيرا) * غير ظافرين وهما حالان بتداخل أو تعاقب * (وكفى الله المؤمنين القتال) * بالريح والملائكة * (وكان الله قويا) * على احداث ما يريده * (عزيزا) * غالبا على كل شيء * (وأنزل الذين ظاهروهم) * ظاهروا الأحزاب * (من أهل الكتاب) * يعني قريظة * (من صياصيهم) * من حصونهم جمع صيصية وهي ما يتحصن به ولذلك يقال لقرن الثور والظبي وشوكة الديك * (وقذف في قلوبهم الرعب) * الخوف وقرئ بالضم * (فريقا تقتلون وتأسرون فريقا) * وقرئ بضم السين روي أن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة الليلة التي انهزم فيها الأحزاب فقال انتزع لامتك والملائكة لم يضعوا السلاح أن الله يأمرك بالسير إلى بني قريظة وأنا عامد إليهم فأذن في الناس أن لا يصلوا العصر إلا في بني قريظة فحاصرهم إحدى وعشرين حتى جهدهم الحصار فقال لهم تنزلون على حكمي فأبوا فقال على حكم سعد بن معاذ فرضوا به فحكم سعد بقتل مقاتليهم وسبي ذراريهم ونسائهم فكبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة ارقعة فقتل منهم ستمائة أو أكثر واسر منهم سبعمائة * (وأورثكم أرضهم) * مزارعهم * (وديارهم) * حصونهم * (وأموالهم) * نقودهم ومواشيهم واثاثهم روي أنه صلى الله عليه وسلم جعل عقارهم للمهاجرين فتكلم فيه الأنصار فقال إنكم في منازلكم وقال عمر رضي الله عنه أما تخمس كما خمست يوم بدر فقال لا إنما جعلت هذه لي طعمة * (وأرضا لم تطؤوها) * كفارس والروم وقيل خيبر
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»