أحد ينصركم ويشفع لكم أو * (ما لكم) * سواه ولي ولا شفيع بل هو الذي يتولى مصالحكم وينصركم في مواطن نصركم على أن الشفيع متجوز به للناصر فإذا خذلكم لم يبق لكم ولي ولا ناصر * (أفلا تتذكرون) * بمواعظ الله تعالى * (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) * يدبر أمر الدنيا بأسباب سماوية كالملائكة وغيرها نازلة آثارها إلى الأرض * (ثم يعرج إليه) * ثم يصعد إليه ويثبت في عمله موجودا * (في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) * في برهة من الزمان متطاولة يعني بذلك استطالة ما بين التدبير والوقوع وقيل يدبر الأمر بإظهاره في اللوح فينزل به الملك ثم يعرج إليه في زمان هو كألف سنة لأن مسافة نزوله وعروجه مسيرة ألف سنة فإن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة وقيل يقضي قضاء ألف سنة فينزل به الملك ثم يعرج بعد الألف لألف آخر وقيل يدبر الأمر إلى قيام الساعة ثم يعرج إليه الأمر كله يوم القيامة وقيل يدبر المأمور به من الطاعات منزلا من السماء إلى الأرض بالوحي ثم لا يعرج إليه خالصا كما يرتضيه إلا في مدة متطاولة لقلة المخلصين والأعمال الخلص وقرئ * (يعرج) * و * (يعدون) * * (ذلك عالم الغيب والشهادة) * فيدبر أمرهما على وفق الحكمة * (العزيز) * الغالب على أمره * (الرحيم) * على العباد في تدبيره وفيه إيماء بأنه سبحانه يراعي المصالح تفضلا وإحسانا * (الذي أحسن كل شيء خلقه) * خلقة موفرا عليه ما يستعد له ويليق به على وفق الحكمة والمصلحة وخلقه بدل من كل بدل الاشتمال وقل علم كيف يخلقه من قولهم قيمة المرء ما يحسنه أي يحسن معرفته و * (خلقه) * مفعول ثان وقرأ نافع والكوفيون بفتح اللام على الوصف فالشيء على الأول مخصوص بمنفصل وعلى الثاني بمتصل * (وبدأ خلق الإنسان) * يعني آدم * (من طين) *
(٣٥٥)