تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٦
بينك وبين اسماعلي على أن دعوة موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام كانت مختصة ببني إسرائيل وما حواليهم * (لعلهم يتذكرون) * يتعظون * (ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا) * * (لولا) * الأولى امتناعية والثانية تخضيضية واقعة في سياقها لأنها إنما أجيبت بالفاء تشبيها لها بالأمر مفعول يقولوا المعطوف على تصيبهم بالفاء المعطية معنى السببية المنهبهة على أن القول هو المقصود بان يكون سببا لانتفاء ما يجاب به وانه لا يصدر عنهم حتى تلجئهم العقوبة والجواب محذوف والمعنى لولا قولهم إذا اصابتهم عقوبة بسبب كفرهم ومعاصيهم ربنا هلا أرسلت إلينا رسولا يبلغنا آياتك فتتبعها ونكون من المصدقين ما أرسلناك أي إنما أرسلناك قطعا لعذرهم والزاما للحجة عليهم * (فنتبع آياتك) * يعني الرسول المصدق بنوع من المعجزات * (ونكون من المؤمنين) * * (فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى) * من الكتاب جملة واليد والعصا وغيرها اقتراحا وتعنتا * (أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل) * يعني أبناء جنسهم في الرأي والمذهب وهم كفرة زمان موسى أو كان فرعون عربيا من أولاد عاد * (قالوا سحران) * يعني موسى وهارون أو موسى ومحمدا عليهما السلام * (تظاهرا) * تعاونا بأظهار تلك الخوارق أو بتوافق الكتابين وقرأ الكوفيون * (سحران) * بتقدير مضاف أو جعلهما سحرين مبالغة أو اسناد تظاهرهما إلى فعلهما دلالة على سبب الاعجاز وقرئ ظاهرا على الادغام * (وقالوا إنا بكل كافرون) * أي بكل منهما أو بكل الأنبياء * (قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما) * مما انزل على موسى وعلى محمد ص واضمارهما لدلالة المعنى وهو يؤيد أن المراد بالساحرين موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام * (أتبعه إن كنتم صادقين) * أنا ساحران مختلفان وهذا من الشروط التي يراد بها الالزام والتبكيت ولعل مجيء حرف الشك للتهكم بهم
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»