* (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين) * عطف على الأول فإنه تعالى يسأل أولا عن إشراكهم به ثم عن تكذيبهم الأنبياء * (فعميت عليهم الأنباء يومئذ) * فصارت الأنباء كالعمي عليهم لا تهتدي إليهم وأصله فعموا عن الأنباء لكنه عكس مبالغة ودلالة على أن ما يحضر الذهن إنما يقبض ويرد عليه من خارج فإذا أخطأه لم يكن له حيلة إلى استحضاره والمراد بالأنباء ما أجابوا به الرسل أو ما يعمها وغيرها فإذا كانت الرسل يتعتعون في الجواب عن مثل ذلك من الهول ويفوضون إلى علم الله تعالى فما ظنك بالضلال من أممهم وتعدية الفعل بعلى لتضمنه معنى الخفاء * (فهم لا يتساءلون) * لا يسأل بعضهم بعضا عن الجواب لفرط الدهشة والعلم بأنه مثله في العجز * (فأما من تاب) * من الشرك * (وآمن وعمل صالحا) * وجمع بين الإيمان والعمل الصالح * (فعسى أن يكون من المفلحين) * عند الله وعسى تحقيق على عادة الكرام أو ترج من التائب بمعنى فليتوقع أن يفلح * (وربك يخلق ما يشاء ويختار) * لا موجب عليه ولا مانع له * (ما كان لهم الخيرة) * أي التخير كالطيرة بمعنى التطير وظاهره نفي الاختيار عنهم رأسا والأمر كذلك عند التحقيق فإن اختيار العباد مخلوق باختيار الله منوط بدواع لا اختيار لهم فيها وقيل المراد أنه ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه ولذلك خلا عن العاطف ويؤيده ما روي أنه نزل في قولهم * (لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) * وقيل * (ما) * موصولة مفعول ل يختار والراجع إليه محذوف والمعنى ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة أي الخير والصلاح * (سبحان الله) * تنزيه له أن ينازعه أحد أو يزاحم اختياره اختيار * (وتعالى عما يشركون) * عن إشراكهم أو مشاركة ما يشركونه
(٣٠١)