تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٨
* (ولقد فتنا الذين من قبلهم) * متصل ب * (أحسب) * أو ب * (لا يفتنون) * والمعنى أن ذلك سنة قديمة جارية في الأمم كلها فلا ينبغي أن يتوقع خلافه * (فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) * فليتعلقن علمه بالامتحان تعلقا حاليا يتميز به الذين صدقوا في الإيمان والذين كانوا فيه وينوط به ثوابهم وعقابهم ولذلك قيل المعنى وليميزن أو ليجازين وقرئ * (وليعلمن) * من الإعلام أي وليعرفنهم الله الناس أو ليسمنهم بسمة يعرفون بها يوم القيامة كبياض الوجوه وسوادها * (أم حسب الذين يعملون السيئات) * الكفر والمعاصي فإن العمل يعم أفعال القلوب والجوارح * (أن يسبقونا) * أن يفوتونا فلا نقدر أن نجازيهم على مساويهم وهو ساد مسد مفعولي * (حسب) * لاشتماله على مسند ومسند إليه ويجوز أن يضمن * (حسب) * معنى قدر أو أم منقطعة والإضراب فيها لأن هذا الحسبان أبطل من الأول ولهذا عقبه بقوله * (ساء ما يحكمون) * أي بئس الذي يحكمونه أو حكما يحكمونه حكمهم هذا فحذف المخصوص بالذم * (من كان يرجو لقاء الله) * في الجنة وقيل المراد بلقاء الله الوصول إلى ثوابه أو إلى العاقبة من الموت والبعث والحساب والجزاء على تمثيل حاله بحال عبد قدم على سيده بعد زمان مديد وقد اطلع السيد على أحواله فأما أن يلقاه ببشر لما رضي من أفعاله أو بسخط لما سخط منها * (فإن أجل الله) * فإن الوقت المضروب للقائه * (لآت) * لجاء وإذا كان وقت اللقاء آتيا كان اللقاء كائنا لا محالة فليبادر ما يحقق أمله ويصدق رجاءه أو ما يستوجب به القربة والرضا * (وهو السميع) * لأقوال العباد * (العليم) * بعقائدهم وأفعالهم * (ومن جاهد) * نفسه بالصبر على مضض الطاعة والكف عن الشهوات * (فإنما يجاهد لنفسه) * لأن منفعته لها * (إن الله لغني عن العالمين) * فلا حاجة به إلى طاعتهم وإنما كلف عباده رحمة عليهم ومراعاة لصلاحهم * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم) * الكفر بالإيمان والمعاصي بما يتبعها من الطاعات * (ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون) * أي أحسن جزاء أعمالهم * (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) * بإيتائهما فعلا ذا حسن أو كأنه في ذاته حسن لفرط حسنه ووصى يجري مجرى أمر معنى وتصرفا وقيل هو بمعنى قال أي وقلنا له أحسن
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»