تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٥
العيد قام موسى خطيبا فقال من سرق قطعناه ومن زنى غير محصن جلدناه ومن زنى محصنا رجمناه فقال قارون ولو كنت قال ولو كنت قال إن بني إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة فأحضرت فناشدها موسى صلى الله عليه وسلم أن تصدق فقالت جعل لي قارون جعلا على أن أرميك بنفسي فخر موسى شاكيا منه إلى ربه فأوحى إليه أن مر الأرض بما شئت فقال يا أرض خذيه إلى ركبتيه ثم قال خذيه إلى وسطه ثم قال خذيه فأخذته إلى عنقه ثم قال خذيه فخسفت به وكان قارون يتضرع إليه في هذه الأحوال فلم يرحمه فأوحى الله إليه ما أفظك استرحمك مرارا فلم ترحمه وعزتي وجلالي لو دعاني مرة لأجبته ثم قال بنو إسرائيل إنما فعله ليرثه فدعا الله تعالى حتى خسف بداره وأمواله * (فما كان له من فئة) * أعوان مشتقة من فأوت رأسه إذا ميلته * (ينصرونه من دون الله) * فيدفعون عنه عذابه * (وما كان من المنتصرين) * الممتنعين منه من قولهم نصره من عدوه فانتصر إذا منعه منه فامتنع * (وأصبح الذين تمنوا مكانه) * منزلته * (بالأمس) * منذ زمان قريب * (يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر) * * (يبسط) * * (ويقدر) * بمقتضى مشيئته لا لكرامة تقتضي البسط ولا لهوان يوجب القبض وويكأن عند البصريين مركب من وي للتعجب وكأن للتشبه والمعنى ما أشبه الأمر أن يبسط الرزق وقيل من ويك بمعنى ويلك وأن تقديره ويك اعلم أن الله * (لولا أن من الله علينا) * فلم يعطنا ما تمنينا * (لخسف بنا) * لتوليده فينا ما ولده فيه فخسف بنا لأجله وقرأ حفص بفتح الخاء والسين * (ويكأنه لا يفلح الكافرون) * لنعمة الله أو المكذبون برسله وبما وعدوا لهم ثواب الآخرة * (تلك الدار الآخرة) * إشارة تعظيم كأنه قال تلك التي سمعت خبرها وبلغك وصفها و * (الدار) * صفة والخبر * (نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض) * غلبة وقهرا * (ولا فسادا) * ظلما على الناس كما أراد فرعون وقارون * (والعاقبة) * المحمودة * (للمتقين) * ما لا يرضاه الله
(٣٠٥)
مفاتيح البحث: الرزق (2)، السرقة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»