تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٣٧
* (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين) * وإدخال الفاء فيخبر الثاني دون الأول تنبيه على أن إثابة الؤمنين بالجنات تفضيل من الله تعالى وأن عقاب الكافرين مسبب عن أعمالهم فلذلك قال * (لهم عذاب) * ولم يقل هم عذاب * (والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا) * في الجهاد * (أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا) * الجنة ونعيمها وإنما سوى بين من قتل في الجهاد ومن مات حتف أنفه في الوعد لاستوائهما في القصد وأصل العمل روي أن بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم قالوا يا نبي الله هؤلاء الذين قتلوا قد علمنا ما أعطاهم الله تعالى من الخير ونخن نجاهد معك كما جاهدوا فما لنا إن متنا فنزلت * (وإن الله لهو خير الرازقين) * فإنه يرزق بغير حساب * (ليدخلنهم مدخلا يرضونه) * هو الجنة فيها ما يحبونه * (وإن الله لعليم) * بأحوالهم وأحوال معادهم * (حليم) * لا يعاجل في العقوبة * (ذلك) * أي المر ذلك * (ومن عاقب بمثل ما عوقب به) * ولم يزد في الإقتصاص وإنما سمي الابتداء بالعقاب الذي هو الجزاء للإزدواج أو لأنه سببه * (ثم بغي عليه) * بالمعاودة إلى العقوبة * (لينصرنه الله) * لا محالة * (إن الله لعفو غفور) * للمنتصر حيث اتبع هواه في الانتقام وأعرض عما ندب الله غليه بقوله ولمن صبر وغفران ذلك لمن عزم الأمور ووفيه تعريض بالحث على العفو والمغفرة فإنه تعالى مع كمال قدرته وتعالي شأنه لما كان يعفو ويغفر فغيره بذلك أولى وتنبيه على أنه تعالى قادر على العقوبة إذ لا يوصف بالعفو إلا القادر على ضده
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»