تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١١٥
ليعود كهيئته الأولى في أوان الطفولية من سخافة العقل وقلة الفهم فينسى ما عمله وينكر ما عرفه والآية استدلال ثان على إمكان البعث بما يعتري الإنسان في أسنانه من الأمور المختلفة والأحوال المتضادة فإن من قدر على ذلك قدر على نظائره * (وترى الأرض هامدة) * ميتة يابسة من همدت النار إذا صارت رمادا * (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت) * تحركت بالنبات * (وربت) * وانتفخت وقرئ وربات أي ارتفعت * (وأنبتت من كل زوج) * من كل صنف * (بهيج) * حسن رائق وهذه دلالة ثالثة كررها الله تعالى في كتابه لظهورها وكونها مشاهدة * (ذلك) * إشارة إلى ما ذكر من خلق الإنسان في أطوار مختلفة وتحويله على أحوال متضادة وإحياء الأرض بعد موتها وهو مبتدأ خبره * (بأن الله هو الحق) * أي بسبب انه الثابت في نفسه الذي به تتحقق الأشياء * (وأنه يحيي الموتى) * وأنه يقدر على إحيائها وإلا لما أحيا النطفة والأرض الميتة * (وأنه على كل شيء قدير) * لأن قدرته لذاته الذي نسبته غلى الكل على سواء فلما دلت المشاهدة على قدرته على إحياء بعض الأموات لزم اقتداره على إحياء كلها * (وأن الساعة آتية لا ريب فيها) * فإن التغيير من مقدمات الانصرام وطلائعه * (وأن الله يبعث من في القبور) * بمقتضى وعده الذي لا يقبل الخلف
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»