تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٩٥
للدلالة على أن الكفر سبب العذاب الآجل أو الجمع بينهما وقرئ * (وإن) * بالكسر على الاستئناف * (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا) * كثيرا بحيث يرى لكثرتهم كأنهم يزحفون وهو مصدر زحف الصبي إذا دب على مقعده قليلا قليلا سمي به وجمع على زحوف وانتصابه على الحال * (فلا تولوهم الأدبار) * بالانهزام فضلا أن يكونوا مثلكم أو أقل منكم والأظهر أنها محكمة مخصوصة بقوله * (حرض المؤمنين على القتال) * الآية ويجوز أن ينتصب زحفا حالا من الفاعل والمعفول أي إذا لقيتموهم متزحفين يدبون إليكم وتدبون إليهم فلا تنهزموا أو من الفاعل وحده ويكون إشعارا بما سيكون منهم يوم حنين حين تولوا وهم اثنا عشر ألفا * (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال) * يريد الكر بعد الفر وتغرير العدو فإنه من مكايد الحرب * (أو متحيزا إلى فئة) * أو منحازا إلى فئة أخرى من المسلمين على القرب ليستعين بهم ومنهم من لم يعتبر القرب لما روى ابن عمر رضي الله عنهما انه كان في سرية بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ففروا إلى المدينة فقلت يا رسول الله نحن الفرارون فقال بل أنتم العكارون وأنا فئتكم وانتصاب متحرفا ومتحيزا على الحال وإلا لغو لا عمل لها
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»