تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٩٨
الرسول فهو خير لكم وإن تعودوا إليه نعد عليكم بالإنكار أو تهييج العدو ولن تغني حينئذ كثرتكم إذا لم يكن الله معكم بالنصر فإنه مع الكاملين في إيمانهم ويؤيد ذلك * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه) * أي ولا تتولوا عن الرسول فإن المراد من الآية الأمر بطاعته والنهي عن الاعراض عنه وذكر طاعة الله للتوطئة والتنبيه على أن طاعة الله في طاعة الرسول لقوله تعالى * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) * وقيل الضمير للجهاد أو للأمر الذي دل عليه الطاعة * (وأنتم تسمعون) * القرآن والمواعظ سماع فهم وتصديق * (ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا) * كالكفرة والمنافقين الذين ادعوا السماع * (وهم لا يسمعون) * سماعا ينتفعون به فكأنهم لا يسمعون رأسا * (إن شر الدواب عند الله) * شر ما يدب على الأرض أو شر البهائم * (الصم) * عن الحق * (البكم الذين لا يعقلون) * إياه عدهم من البهائم ثم جعلهم شرها لإبطالهم ما ميزوا به وفضلوا لأجله * (ولو علم الله فيهم خيرا) * سعادة كتبت لهم أو انتفاعا بالآيات * (لأسمعهم) * سماع تفهم * (ولو أسمعهم) * وقد علم أن لا خير فيهم * (لتولوا) * ولم ينتفعوا به أو ارتدوا بعد التصديق والقبول * (وهم معرضون) * لعنادهم وقيل كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم أحيي لنا قصيا فإنه كان شيخا مباركا حتى يشهد لك ونؤمن بك والمعنى لأسمعهم كلام قصي * (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول) * بالطاعة * (إذا دعاكم) * وحد الضمير فيه
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»