تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٩١
فناداه العباس وهو في وثاقه لا يصلح فقال له لم فقال لأن وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك فكره بعضهم قوله * (يجادلونك في الحق) * في إيثارك الجهاد بإظهار الحق لإيثارهم تلقي العير عليه * (بعد ما تبين) * لهم أنهم ينصرون أينما توجهوا بأعلام الرسول عليه الصلاة والسلام * (كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون) * أي يكرهون القتال كراهة من يساق إلى الموت وهو يشاهد أسبابه وكان ذلك لقلة عددهم وعدم تأهبهم إذ روي أنهم كانوا لفرط فزعهم ورعبهم * (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين) * على إضمار اذكر واحدى ثاني مفعولي * (يعدكم) * وقد أبدل منها * (أنها لكم) * بدل الاشتمال * (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) * يعني العير فإنه لم يكن فيها إلا أربعون فارسا ولذلك يتمنونها ويكرهون ملاقاة النفير لكثرة عددهم وعددهم والشوكة الحدة مستعارة من واحدة الشوك * (ويريد الله أن يحق الحق) * أي يثبته ويعليه * (بكلماته) * المومحى بها في هذه الحال أو بأوامره للملائكة بالإمداد وقرئ بكلمته * (ويقطع دابر الكافرين) * ويستأصلهم والمعنى أنكم تريدون أن تصيبوا مالا ولا تلقوا مكروها والله يريد إعلاء الدين وإظهار الحق وما يحصل لكم فوز الدارين * (ليحق الحق ويبطل الباطل) * أي فعل ما فعل وليس بتكرير لأن الأول لبيان المراد وما بينه وبين مرادهم من التفاوت والثاني لبيان الداعي إلى حمل الرسول على اختيار ذات الشوكة ونصرة عليها * (ولو كره المجرمون) * ذلك
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»