لما كنى عنه أولا لما رأى انهم لم يتسلوما بذلك ولعله أتى بفعل الطمع لعدم جزمه بأنهم المستخلفون بأعيانهم أو أولادهم وقد روي أن مصر إنما فتح لهم في زمن داود عليه السلام * (فينظر كيف تعملون) * فيرى ما تعملون من شكر وكفران وطاعة وعصيان فيجاريكم على حسب ما يوجد منكم * (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين) * بالجدوب لقلة الأمطار والمياه والسنة غلبت على عام القحط لكثرة ما يذكر عنه ويرخ به ثم اشتق منها فقيل اسنت القوم إذا قحطوا * (ونقص من الثمرات) * بكثرة العاهات * (لعلهم يذكرون) * لكي ينتبهوا على أن ذلك بشؤم كفرهم ومعاصيهم فيتعطوا أو ترق قلوبهم بالشدائد فيفزعوا إلى الله ويرغبوا فيما عنده * (فإذا جاءتهم الحسنة) * من الخصب والسعة * (قالوا لنا هذه) * لأجلنا ونحن مستحقوها * (وإن تصبهم سيئة) * جدب وبلا * (يطيروا بموسى ومن معه) * يتشاءموا بهم ويقولوا ما اصابتنا إلا بشؤهم وهذا اغراق في وصهم بالغباوة والقساوة فإن الشدائد ترقق القلوب وتذلل العرائك وتزيل التماسك سيما بعد مشاهدة الآيات وهم لم تثر فيهم بل زادوا عندها عتوا وانهماكا في الغي وانما عرف الحسنة وذكرها مع أداة التحقيق لكثرة وقوعها وتعلق الإرادة بأحداثنا بالذات ونكر السيئة وأتى بها مع حرف الشك لندورها
(٥١)