تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٨٣
* (إنا كفيناك المستهزئين) * بقمعهم وإهلاكهم قيل كانوا خمسة من أشراف قريش الوليد بن المغيرة و العاص بن وائل وعدي بني قيس والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب يبالغلون في إيذائه النبي صلى الله عليه وسلم والاستهزاء به فقال جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أكفيكهم فأومأ إلى ساق الوليد فمر بنبال فتعلق بثوبه سهم فلم ينعطف تعظما لأخذه فأصاب عرقا فيعقبه فقطعه فمات وأومأ إلى أخمص العاص فدخلت فيه شوكة فانتفخت رجله حتى صارت كالرحى ومات وأشار إلى أنف عدي بن قيس فامتخط قيحا فمات وإلى الأسود بن عبد يغوث وهو قاعد في أصل شجرة فجعل ينطح برأسه الشجرة ويضرب وجهه بالشوك حتى مات وإلى عيني الأسود بن المطلب فعمي * (الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون) * عاقبة أمرهم في الدارين * (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون) * من الشرك والطعن في القرآن والاستهزاء بك * (فسبح بحمد ربك) * فافزع إلى الله تعالى فيما نابك بلا تسبيح والتحميد يكفك ويكشف الغم عنك أو فنزهه عما يقولون حامدا له على أن هداك للحق * (وكن من الساجدين) * من المصلين وعنه عليه الصلاة والسلام أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة * (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) * أي الموت فإنه متيقن لحاقه كل حي مخلوق والمعنى فاعبده ما دمت حيا ولا تخل بالعبادة لحظة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الحجر كان له من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والأنصار والمستهزئين بمحمد صلى الله عليه وسلم والله أعلم
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»