تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٥
ونجا هود والمؤمنون معه فأتوا مكة وعبدوا الله سبحانه وتعالى فيها حتى ماتوا * (وإلى ثمود) * قبيلة أخرى من العرب سموا باسم أبيهم الأكبر ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح وقيل سموا به لقلة مائهم من الثمد وهو الماء القليل وقرئ مصروفا بتأويل الحي أو باعتبار الأصل وكانت مساكنهم الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى * (أخاهم صالحا) * صالح بن عبيد بن اسف بن ماسح بن عبيد بن حاذر بن ثمود * (قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم) * معجزة ظاهرة الدلالة على صحة نبوتي وقوله * (هذه ناقة الله لكم آية) * استئناف لبيانها وآية نصب على الحال والعامل فيها معنى الإشارة ولكم بيان لمن هي له آية ويجوز أن تكون * (ناقة الله) * بدلا أو عطف بيان ولكم خبرا عاملا في * (آية) * وإضافة الناقة إلى الله لتعظيمها ولأنها جاءت من عنده بلا وسائط وأسباب معهودة ولذلك كانت آية * (فذروها تأكل في أرض الله) * العشب * (ولا تمسوها بسوء) * نهى عن المس الذي هو مقدمة الإصابة بالسوء الجامع لأنواع الأذى مبالغة في الأمر وإزاحة للعذر * (فيأخذكم عذاب أليم) * جواب للنهي * (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض) * ارض الحجر * (تتخذون من سهولها قصورا) * أي تبنون في سهو لها أو من سهولة الأرض بما تعملون منها كاللبن والآجر * (وتنحتون الجبال بيوتا) * وقرئ * (تنحتون) * بالفتح وتنحتون بالأشباع وانتصاب * (بيوتا) * على الحال المقدرة أو المفعول على أن التقدير بيوتا من الجبال أو تنحتون بمعنى تتخذون * (فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين) * * (قال الملأ الذين استكبروا من قومه) * أي عن نالايمان * (للذين استضعفوا) * أي للذين استضعفوهم واستذلوهم * (لمن آمن منهم) * بدل من الذين استضعفوا بدل الكل أن كان الضمير لقومه وبدل البعض أن كان للذين وقرأ ابن عامر وقال الملأ بالواو * (أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه) *
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»