تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٦
قالوه على الاستهزاء * (قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون) * عدلوا به عن الجواب السوي الذي هو نعم تنبيها على أن ارساله اظهر من أن يشك فيه عاقل ويخفي على ذي رأي وانما الكلام فيمن أمن به ومن كفر فلذلك قال * (قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون) * على وجه المقابلة ووضعوا * (آمنتم به) * موضع * (أرسل به) * ردا لما جعلوه معلوما مسلما * (فعقروا الناقة) * فنحروها اسند إلى جميعهم فعل بعضهم للملابسة أو لأنه كان برضاهم * (وعتوا عن أمر ربهم) * واستكبروا عن امتثاله وهو ما بلغهم صالح عليه الصلاة والسلام بقوله * (فذروها) * * (وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين) * * (فأخذتهم الرجفة) * الزلزلة * (فأصبحوا في دارهم جاثمين) * خامدين ميتين روي أنهم بعد عاد عمروا بلادهم وخلفوهم وكثروا وعمروا اعمارا طوالا لا تفي بها الابنية فنحتوا البيوت من الجبال وكانوا في خصب وسعة فعتوا وافسدوا في الأرض وعبدوا الأصنام فبعث الله إليهم صالحا من اشرافهم فأنذرهم فسألوه آية فقال آية آية تريدون قالوا اخرج معنا إلى عيدنا فتدعو الهك وندعو إلهتنا فمن استجيب له اتبع فخرج معهم فدعوا أصنامهم فلم تجبهم ثم أشار سيدهم جندع بن عمرو إلى صخرة منفردة يقال لها الكاثبة وقال له اخرج من هذه الصخرة ناقة مخترجة جوفاء وبراء أن فعلت صدقناك فأخذ عليهم صالح مواثيقهم لئن فعلت ذلك لتؤمنن فقالوا نعم فصلى ودعا ربه فتمخضت الصخرة تمخض النتوج بولدها فانصدعت عن ناقة عشراء جوفاء وبراء كما وصفوا وهم ينظرون ثم نتجت ولدا مثلها في العظم فآمن به جندع في جماعة ومنع الباقين من الإيمان ذؤاب بن عمرو والحباب صاحب أوثانهم ورباب بن صغر كاهنهم فمكثت الناقة مع ولدها ترعى الشجر وترد الماء غبا فما ترفع رأسها من البئر حتى تشرب كل ما فيها ثم تتفحج فيحلبون ما شاؤوا حتى تمتلئ أوانيهم فيشربون ويدخرون وكانت تصيف بظهر الوادي فتهرب منها أنعامهم إلى بطنه وتشتو ببطنه فتهرب مواشيهم إلى ظهره فشق ذلك عليهم وزينت عقرها لهم عنيزة أم غنم وصدقة بنت المختار فعقروها
(٣٦)
مفاتيح البحث: الصّلاة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»