تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٠
النسابون * (جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم) * فعضوها غيظا مما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام كقوله تعالى * (عضوا عليكم الأنامل من الغيظ) * أو وضعوها عليها تعجبا منه أو استهزاء عليه كمن غلبه الضحك أو إسكاتا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأمرا لهم بإطباق الأفواه أو أشاروا بها إلى ألسنتهم وما نطقت به من قولهم * (إنا كفرنا) * تنييها على أن لا جواب لهم سواه أو ردوها في أفواه الأنبياء يمنعونهم من التكلم وعلى هذا يحتمل أن يكون تمثيلا وقيل الأيدي بمعنى الأيادي أيردوا أيادي الأنبياء التي هي مواعظهم وما أوحي إليهم من الحكم والشرائع في أفواههم لأنهم إذا كذبوها ولم يقبلوها فكأنهم ردوها إلى حيث جاءت منه * (وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به) * على زعمكم * (وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه) * من الإيمان وقرئ * (تدعونا) * بالأدغام * (مريب) * موقع في الريبة أو ذي ريبة وهي قلق النفس وأن لا تطمئن إلى الشيء * (قالت رسلهم أفي الله شك) * أدخلت همزة الإنكار على الظرف لأن الكلام في المشكوك فيه لا في الشك أي إنما ندعوكم إلى الله وهو لا يحتمل الشك أي إنما ندعوكم إلى الله وهو لا يحتمل الشك لكثرة الأدلة وظهور دلالتها عليه وأشاروا إلى ذلك بقولهم * (فاطر السماوات والأرض) * وهو صفة أو بدل و * (شك) * مرتفع بالظرف * (يدعوكم) * إلى الإيمان ببعثه إيانا و * (ليغفر لكم) * أو يدعوكم إلى المغفرة كقولك دعوته لينصرني على إقامة المفعول له مقام المفعول به * (من ذنوبكم) * بعض ذنوبكم وهو ما بينكم وبينه تعالى فإن الإسلام يجبه دون المظالم وقيل جيء بمن في خطاب الكفرة دون المؤمنين في جميع القرآن تفرقة بي الخطابين ولعل المعنى فيه أن المغفرة حيث جاءت في خطاب الكفار مرتبة على الإيمان وحيث جاءت في خطاب المؤمنين مشفوعة بالطاعة والتجنب عن المعاصي ونحو ذلك فتناول الخروج عن المظالم * (ويؤخركم إلى أجل مسمى) * إلى وقت سماه الله تعالى وجعله آخر
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»