تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٥
في الآخرة بعدما عذبهم بالقتل والإجلاء في الدنيا * (وقد مكر الذين من قبلهم) * بأنبيائهم والمؤمنين به منهم * (فلله المكر جميعا) * إذ لا يؤبه بمكر دون مكره فإنه القادر على ما هو المقصود منه غيره * (يعلم ما تكسب كل نفس) * فيعد جزاءها * (وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار) * من الحزبيين حيثما يأتيهم العذاب المعد لهم وهم في غفلة منه وهذا كالتفسير لمكر الله تعالى بهم واللام تدل على أن المراد بالعقبى العاقبة المحمودة مع ما في الإضافة إلى الدار كما عرفت وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكافر على إرادة الجنس وقرئ * (الكافرون) * * (والذين كفروا) * و * (الكفر) * أي أهله وسيعلم من أعلمه إذا أخبره * (ويقول الذين كفروا لست مرسلا) * قيل المراد بهم رؤساء اليهود * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم) * فإنه أظهر من الأدلة على رسالتي ما يغني عن شاهد يشهد عليها * (ومن عنده علم الكتاب) * علم القرآن وما ألف عليه من النظم المعجز أو علم التوراة وهو ابن سلام وأضرابه أو علم اللوح المحفوظ وهو الله تعالى أي كفى بالذي يستحق العبادة وبالذي لا يعلم ما في اللوح المحفوظ إلا هو شهيدا بيننا فيخزي الكاتب منا ويؤيده قراءة من قرأ * (ومن عنده) * بالكسر و * (علم الكتاب) * وعلى الأول مرتفع بالظرف فإنه معتمد على الموصول ويجوز أن يكون مبتدأ والظرف خبره وهو متعين على الثاني وقرئ * (ومن عنده علم الكتاب) * على الحرف والبناء للمفعول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الرعد أعطي من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى وكل سحاب يكون إلى يوم القيامة من الموفين بعهد الله
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»