تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٩
الليل أو إلى ليلة الجمعة تحريا لوقت الإجابة أو إلى أن يستحل لهم من يوسف أو يعلم أنه عفا عنهم فإن عفو المظلوم شرط المغفرة ويؤيده ما روي أنه استقبل القبلة قائما يدعو وقام يوسف خلفه يؤمن وقاموا خلفهما أذلة خاشعين حتى نزل جبريل وقال إن الله قد أجاب دعوتك في ولدك وعقد مواثيقهم بعدك على النبوة وهو إن صح فدليل على نبوتهم وأن ما صادر عنهم كان قبل استنبائهم * (فلما دخلوا على يوسف) * روي أنه وجه إليه رواحل وأموالا ليتجهز إليه بمن معه استقبله يوسف والملك بأهل مصر وكان أولاده الذين دخلوا معه مصر اثنين وسبعين رجلا وامرأة وكانوا حين خرجوا مع موسى عليه الصلاة والسلام ستمائة ألف وخمسمائة وبضعة سبعين رجلا سوى الذرية والهرمى * (آوى إليه أبويه) * ضم إليه أباه وخالته واعتنقهما نزلها منزلة الأم تنزيل العم منزلة الأب في قوله تعالى * (وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق) * أو لأن يعقوب عليه الصلاة والسلام تزوجها بعد أمه والربة تدعى أما * (وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) * من القحط وأصناف المكاره والمشيئة متعلقة بالدخول المكيف بالمن والدخول الأول كان في موضع خارج البلد حين استقبلهم * (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا) * تحية وتكرمة له فإن السجود كان عندهم يجري مجراها وقيل معناه خروا لأجله سجدا لله شكرا وقيل الضمير لله تعالى والواو لأبويه وإخوته والرفع مؤخر عن الخرور وإن قدم لفظا للاهتمام بتعظيمه لهما * (وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل) * التي رأيتها أيام الصبا * (قد جعلها ربي حقا) * صدقا * (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن) * ولم يذكر الجب لئلا يكون تثريا عليهم * (وجاء بكم من البدو) * من البادية لأنهم كانوا أصحاب المواشي وأهل البدو * (من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي) * أفسد بيننا وحرش من نزع الرائض الدابة إذا نخسها وحملها على الجري * (إن ربي لطيف لما يشاء) * لطيف التدبير له إذا ما من صعب إلا وتنفذ فيه مشيئته ويتسهل دونها * (إنه هو العليم) * بوجود المصالح والتدابير * (الحكيم) * الذي يفعل كل شيء في وقته وعلى و جه يقتضي الحكمة روي أن يوسف طاف بأبيه عليهما الصلاة
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»