تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٥
محمد صلى الله عليه وسلم ألا ترى إلى يعقوب عليه الصلاة والسلام حين أصابه ما أصابه لم يسترجع وقال * (يا أسفى) * * (وابيضت عيناه من الحزن) * لكثرة بكائه من الحزن كأن العبرة محقت سوادهما وقيل ضعف بصره وقيل عمي وقرئ * (من الحزن) * وفيه دليل على جواز التأسف والبكاء عند التفجع ولعل أمثال ذلك لا تدخل تحت التكليف فإنه قل من يملك نفسه عند الشدائد ولقد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم وقال القلب يجزع والعين تدمع ولا نقول ما يسخط الرب وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون * (فهو كظيم) * مملوء من الغيظ على أولاده ممسك له في قلبه لا يظهره فعيل بمعنى مفعول كقوله تعالى * (وهو مكظوم) * من كظم السقاء إذا شده على ملئه أو بمعنى مفعول كقوله * (والكاظمين الغيظ) * من كظم الغيظ إذا اجترعه واصله كظم البعير جرته إذا ردها في جوفه * (قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف) * أي لا تفتأ ولا تزال تذكرة تفجعا عليه فحذف لا كما قوله (فقلت يمين الله أبرح قاعدا) لأنه لا يلتبس بالإثبات فإن القسم إذا لم يكن معه علامات الإثبات كان على النفي * (حتى تكون حرضا) * مريضا مشفيا على الهلاك وقيل الحرض الذي أذابه هم أو مرض وهو في الأصل مصدر ولذلك لا يؤنث ولا يجمع والنعت بالكسر كدنف ودنف وقد قرىء به وبضمتين كجنب * (أو تكون من الهالكين) * من الميتين * (قال إنما أشكو بثي وحزني) * همي الذي لا أقدر الصبر عليه من البث بمعنى النشر * (إلى الله) * لا إلى أحد منكم ومن غيركم فخلوني وشكايتي * (وأعلم من الله) * من صنعه
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»