تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٧
يعقوب في تخليص بنيامين وذكروا له ما هو في من الحزن على فقد يوسف وأخيه فقال لهم ذلك وإنما جلهم لأن فعلهم كان فعل الجهال أو لأنهم كانوا حينئذ صبيانا شياطين * (قالوا أئنك لأنت يوسف) * استفهام تقرير ولذلك حقق بأن ودخول اللام عليه وقرأ ابن كثير على الإيجاب قيل عرفوه بروائه وشمائله حين كلمهم به وقيل تبسم فعرفوه ببثناياه وقيل رفع التاج عن رأسه فرأوا علامة بقرنه تشبه الشامة البيضاء وكانت لسارة ويعقوب مثلها * (قال أنا يوسف وهذا أخي) * من أبي وأمي ذكره تعريفا لنفسه به وتفحيما لشأنه وإدخالا له في قوله * (قد من الله علينا) * أي بالسلامة والكرامة * (إنه من يتق) * أي يتق اله * (ويصبر) * على البليات أو على الطاعات وعن المعاصي * (فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) * وضع المحسنين موضع الضمير للتنبيه على أن المحسن من جمع بين التقوى والصبر * (قالوا تالله لقد آثرك الله علينا) * اختارك علينا بحسن الصورة وكمال السيرة * (وإن كنا لخاطئين) * والحال أن شأننا أنا كنا مذنبين بما فعلنا معك * (قال لا تثريب عليكم) * لا تأنيب عليكم تفعيل من الثرب وهو الشحم الذي يغشى الكرش للإزالة كالتجليد فاستعير للتقريع الذي يمزق العرض ويذهب ما ء الوجه * (اليوم) * متعلق بال * (تثريب) * أو بالمقدر للجار الواقع خبرا لل * (لا تثريب) * والمعنى لا أثربكم اليوم الذي هو مظنته فما ظنكم بسائر الأيام أو بقبوله * (يغفر الله لكم) * لأنه صفح عن جريمتهم حينئذ واعترفوا بها * (وهو أرحم الراحمين) * فإنه يغفر الصغائر والكبائر ويتفضل على التائب ومن كرم يوسف عليه الصلاة والسلام أنهم لما عرفوه أرسلوا إليه وقالوا إنك تدعونا بالبكرة والعشي إلى الطعام ونحن نستحي منك لما فرط منا فيك فقال درهما ما بلغ ولد شرفت بكم وعظمت فيعيونهم حيث علموا أنكم اخوتي وأني من حفدة إبراهيم عليه الصلاة والسلام * (اذهبوا بقميصي هذا) * القميص الذي كان عليه وقيل القميص المتوارث الذي كان
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»