أبلغ في التهويل * (ومن هو كاذب) * عطف على من يأتيه لا لأنه قسيم له كقولك ستعلم الكاذب والصادق بل لأنهم لما أوعدوه وكذبوه قال سوف تعلمون من المعذب والكاذب مني ومنكم وقيل كان قياسه ومن هو صادق لينصرف الأول إليهم والثاني إليه لكنهم لما كانوا يدعونه كاذبا قال ومن هو كاذب على زعمهم * (وارتقبوا) * وانتظروا ما أقول لكم * (إني معكم رقيب) * منتظر فعيل بمعنى الراقب كالصريم أو المراقب كالعشير أو المرتقب كالرفيع * (ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا) * إنما ذكره بالواو كما في قصة عاد إذ لم يسبقه ذكر وعد يجري مجرى السبب له بخلاف قصتي صالح ولوط فإنه ذكر بعد الوعد وذلك قوله * (وعد غير مكذوب) * وقوله * (إن موعدهم الصبح) * فلذلك جاء بفاء السببية * (وأخذت الذين ظلموا الصيحة) * قيل صاح بهم جبريل عليهم السلام فهلكوا * (فأصبحوا في ديارهم جاثمين) * ميتين واصل الجثوم اللزوم في المكان * (كأن لم يغنوا فيها) * كأن لم يقيموا فيها * (ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود) * شبههم بهم لأن عذابهم كان أيضا بالصيحة غير أن صيحتهم كانت من تحتهم وصيحة مدين كانت من فوقهم وقرئ * (بعدت) * بالضم على الأصل فإن الكسر تغيير لتخصيص معنى البعد بما يكون بسبب الهلاك والبعد مصدر لهما والبعد مصدر المكسور * (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا) * بالتوراة أو المعجزات * (وسلطان مبين) * وهو المعجزات القاهرة أو العصا وإفرادها بالذكر لأنها أبهرها ويجوز أن يراد بهما أحد أي
(٢٥٨)