تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٦١
* (إن في ذلك) * أي فيما نزل بالأمم الهالكة أو فيما قصه الله تعالى من قصصهم * (لآية) * لعبرة * (لمن خاف عذاب الآخرة) * يعتبر به عظمته لعلمه بأن ما حاق بهم أنموذج مما أعد الله للمجرمين في الآخرة أو ينزجر به عن موجباته لعلمه بأنها من إله مختار يعذب من يشاء ويرحم من يشاء فإن من أنكر الآخرة وأحال فناء هذا العالم لم يقل بالفاعل المختار وجعل تلك الوقائع لأسباب فلكية اتفقت في تلك الأيام لا لذنوب المهلكين بها * (وذلك) * إشارة إلى يوم القيامة وعذاب الآخرة دل عليه * (يوم مجموع له الناس) * أي يجمع له الناس والتغيير للدلالة على ثبات معنى الجمع لليوم وأنه من شأنه لا محالة وأن الناس لا ينفكون عنه فهو أبلغ من قوله * (يوم يجمعكم ليوم الجمع) * ومعنى الجمع له الجمع لما فيه من المحاسبة والمجازاة * (وذلك يوم مشهود) * أي مشهود فيه أهل السماوات والأرضين فاتسع فيه بإجراء الظرف مجرى المفعول به كقوله (في محفل من نواصي الناس مشهود) أي كثير شاهدوه ولو جعل اليوم مشهودا في نفسه لبطل الغرض من تعظيم اليوم وتمييزه فإن سائر الأيام كذلك * (وما نؤخره) * أي اليوم * (إلا لأجل معدود) * إلا لانتهاء مدة معدودة متناهية على حذف المضاف وإرادة مدة التأجيل كلها بالأجل لا منتهاها فإنه غير معدود * (يوم يأتي) * أي الجزاء أو اليوم كقوله * (أو تأتيهم الساعة) * على أن * (يوم) * بمعنى حين أو الله عز وجل كقوله تعالى * (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل) * ونحوه وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة * (يأت) * بحذف الياء اجتراء عنها بالكسرة * (لا تكلم نفس) * لا تتكلم بما ينفع وينجي من جواب أو شفاعة وهو الناصب للظرف ويحتمل نصبه بإضمار اذكر أو بالانتهاء المحذوف * (إلا بإذنه) * إلا بإذن الله كقوله * (لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن) *
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»