تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٢
وهذا في موقف وقوله * (هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون) * في موقف آخر أو المأذون فيه هي الجوابات الحقة والممنوع عنه هي الأعذار الباطلة * (فمنهم شقي) * وجبت له النار بمقتضى الوعيد * (وسعيد) * وجبت له الجنة بموجب الوعد والضمير لأهل الموقف وإن لم يذكر لأنه معلوم مدلول عليه بقوله * (لا تكلم نفس) * أو للناس * (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق) * الزفير إخراج لانفس والشهيق رده واستعمالها في أول النهيق وآخره والمراد بهما الدلالة على شدة كربهم وغمهم وتشبيه حالهم بمن استولت الحرارة على قلبه وانحصر فيه روحه أو تشبيه صراخهم بأصوات لاحمير وقرئ (وشقوا) بالضم * (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض) * ليس لارتباط دوامهم في النار بدزامها فإن النصوص دالة على تأبيد دوامهم وانقطاع دوامهما بل التعبير عن التأبيد والمبالغة بما كانت العرب يعبرون به عنه على سبيل التمثيل ولو كان لارتباط لم يلزم أيضا من زوال السماوات والأرض زوال عذابهم ولا من دوامه دوامهما إلا من قبيل المفهوم لأن دوامهما كالملزوم لدوامه وقد عرفت أن المفهوم لا يقاوم المنطوق وقيل المراد سماوات الآخرة وأرضها ويدل عليه قوله تعالى * (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات) * وإن أهل
(٢٦٢)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»