تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٥
ذلك يقتضي أن آمركم بما أمرتكم به وأنهاكم عما نهيتكم عنه و * (ما) * مصدرية واقعة موقع الظروف وقيل خبرية بدل من * (الإصلاح) * أي المقدار الذي استطعته أو اصلاح ما استطعته فحذف المضاف * (وما توفيقي إلا بالله) * وما توفيقي لإصابة الحق والصواب إلا بهدايته ومعونته * (عليه توكلت) * فإنه القادر المتمكن من كل شيء وما عداه عاجز في حد ذاته بل معدوم ساقط عن درجة الاعتبار وفيه إشارة إلى محض التوحيد الذي هو أقصى مراتب العلم بالمبدأ * (وإليه أنيب) * إشارة إلى معرفة المعاد وهو أيضا يفيد الحصر بتقديم الصلة على الفعل وفي هذه الكلمات طلب التوفيق لإصابة الحق فيما يأتيه ويذره من الله تعالى والاستعانة به في مجامع أمره والإقبال عليه بشراشره وحسم أطماع الكفار واظهار الفراغ عنهم وعدم المبالاة بمعاداتهم وتهديدهم بالرجوع إلى الله للجزاء * (ويا قوم لا يجرمنكم) * لا يكسبنكم * (شقاقي) * معاداتي * (أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح) * من الغرق * (أو قوم هود) * من الريح * (أو قوم صالح) * من الرجفة و * (إن) * بصلتها ثاني مفعولي جزم فإنه يعدى إلى واحد والأول افصح فإن اجرم أقل دورانا على السنة الفصحاء وقرئ * (مثل) * بالفتح لاضافته إلى المبني كقوله
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»