تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٧١
* (وآخرون) * من المتخلفين * (مرجون) * مؤخرون أي موقوف أمرهم من ارجأته إذا اخرته وقرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص * (مرجون) * بالواو وهما لغتان * (لأمر الله) * في شأنهم * (إما يعذبهم) * إن أصروا على النفاق * (وإما يتوب عليهم) * إن تابوا والترديد للعباد وفيه دليل على أن كلا الأمرين بإرادة الله تعالى * (والله عليم) * بأحوالهم * (حكيم) * فيما يفعل بهم وقرئ * (والله غفور رحيم) * والمراد بهؤلاء كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن لا يسلموا عليهم ولا يكلموهم فلما رأوا ذلك أخلصوا نياتهم وفوضوا أمرهم إلى الله فرحمهم الله تعالى * (والذين اتخذوا مسجدا) * عطف على * (وآخرون مرجون) * أو مبتدأ خبره محذوف أي وفيمن وصفنا الذين اتخذوا أو منصوب على الاختصاص وقرا نافع وابن عامر بغير الواو * (ضرارا) * مضارة للمؤمنين وروي أن بني عمرو بن عوف لما بنوا مسجد قباء سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم فأتاهم فصلى فيه فحسدتهم إخوانهم بنو غنم بن عوف فبنوا مسجدا على قصد أن يؤمهم فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام فلما اتموه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أنا قد بنينا مسجدا لذي الحاجة والعلة والليلة المطيرة والشاتية فصل فيه حتى نتخذه مصلى فأخذ ثوبه ليقوم معهم فنزلت فدعا بمالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن السكن والوحشي فقال لهم انطلقوا إلى المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه ففعل واتخذ مكانه كناسة * (وكفرا) * وتقوية للكفر الذي يضمرونه * (وتفريقا بين المؤمنين) * يريد الذي كانوا يجتمعون للصلاة في مسجد قباء * (وإرصادا) * ترقبا * (لمن حارب الله ورسوله من قبل) * يعني الراهب فإنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد لا أجد قوما يقاتلونك إلا قاتلتك معهم فلم يزل يقاتله إلى يوم حنين حتى انهزم مع هوازن وهرب
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»