تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٧٢
إلى الشام ليأتي من قيصر بجنود يحارب بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بقنسرين وحيدا وقيل كان يجمع الجيوش يوم الأحزاب فلما انهزموا خرج إلى الشام و * (من قبل) * متعلق ب * (حارب) * أو ب * (اتخذوا) * أي اتخذوا مسجدا من قبل أن ينافق هؤلاء بالتخلف لما روي أنه بنى قبيل غزوة تبوك فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيه فقال أنا على جناح سفر وإذا قدمنا إن شاء الله صلينا فيه فلما قفل كرر عليه فنزلت * (وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى) * ما أردنا ببنائه إلا الخصلة الحسنى أو الإرادة الحسنى وهي الصلاة والذكر والتوسعة على المصلين * (والله يشهد إنهم لكاذبون) * في حلفهم * (لا تقم فيه أبدا) * للصلاة * (لمسجد أسس على التقوى) * يعني مسجد قباء أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى فيه أيام مقامه بقباء من الاثنين إلى الجمعة لأنه أوفق للقصة أو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أبي سعيد رضي الله عنه سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقال هو مسجدكم هذا مسجد المدينة * (من أول يوم) * من أيام وجوده ومن يعم الزمان والمكان كقوله (لمن الديار بقنة الحجر اقوين من حجج ومن دهر) * (أحق أن تقوم فيه) * أولى بأن تصلي فيه * (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) * من المعاصي والخصال المذمومة طلبا لمرضاة الله سبحانه وتعالى وقيل من الجنابة فلا ينامون عليها * (والله يحب المطهرين) * يرضى عنهم ويدنيهم من جنابه تعالى ادناء المحب حبيبه قيل لما نزلت مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه المهاجرون حتى وقف على باب مسجد قباء
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»