تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٤١
إما تأكيد لنسبة هذا القول إليهم ونفي للتجوز عنها أو إشعار بأنه قول مجرد عن برهان وتحقيق مماثل للمهمل الذي يوجد في الأفواه ولا يوجد مفهومه في الأعيان * (يضاهئون قول الذين كفروا) * أي يضاهي قولهم قول الذين كفروا فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه * (من قبل) * أي من قبلهم والمراد قدماؤهم على معنى أن الكفر قديم فيهم أو المشركون الذين قالوا الملائكة بنات الله أو اليهود على أن الضمير للنصارى والمضاهاة المشابهة والهمز لغة فيه وقرأ به عاصم ومنه قولهم امرأة ضهيأ على فعيل للتي شابهت الرجال في أنها لا تحيض * (قاتلهم الله) * دعاء عليهم بالإهلاك فإن من قاتله الله هلك أو تعجب من شناعة قولهم * (أنى يؤفكون) * كيف يصرفون عن الحق إلى الباطل * (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) * بأن أطاعوهم في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله أو بالسجود لهم * (والمسيح ابن مريم) * بأن جعلوه ابنا لله * (وما أمروا) * أي وما أمر المتخذون أو المتخذون أربابا فيكون كالدليل على بطلان الاتخاذ * (إلا ليعبدوا) * ليطيعوا * (إلها واحدا) * وهو الله تعالى وأما طاعة الرسول وسائر من أمر الله بطاعته فهو في الحقيقة طاعة لله * (لا إله إلا هو) * صفة ثانية أو استئناف مقرر للتوحيد * (سبحانه عما يشركون) * تنزيه له عن أن يكون له شريك * (يريدون أن يطفئوا) * يخمدوا * (نور الله) * حجته الدالة على وحدانيته وتقدسه عن الولد أو القرآن أو نبوة محمد صلى الله عليه وسلم * (بأفواههم) * بشركهم أو بتكذيبهم * (ويأبى الله) * أي لا يرضى * (إلا أن يتم نوره) * بإعلاء التوحيد وإعزاز الإسلام وقيل إنه تمثيل لحالهم في
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»