ثم لما كثروا خفف عنهم وتكرير المعنى الواحد بذكر الأعداد المتناسبة للدلالة على أن حكم القليل والكثير واحد والضعف ضعف البدن وقيل ضعف البصيرة وكانوا متفاوتين فيها وفيه لغتان الفتح وهو قراءة عاصم وحمزة والضم وهو قراءة الباقين * (والله مع الصابرين) * بالنصر والمعونة فكيف لا يغلبون * (ما كان لنبي) * وقرئ للنبي على العهد * (أن يكون له أسرى) * وقرأ البصريان بالتاء * (حتى يثخن في الأرض) * يكثر القتل ويبالغ فيه حتى يذل الكفر ويقل حزبه ويعز الإسلام ويستولي أهله من أثخنه المرض إذا أثقله وأصله الثخانة وقرئ * (يثخن) * بالتشديد للمبالغة * (تريدون عرض الدنيا) * حطامها بأخذكم الفداء * (والله يريد الآخرة) * يريد لكم ثواب الآخرة أو سبب نيل ثواب الآخرة من إعزاز دينه وقمع أعدائه وقرئ بجر الآخرة على إضمار المضاف كقوله (أكل امرئ تحسبين امرأ ونار توقد بالليل نارا) * (والله عزيز) * يغلب أولياءه على أعدائه * (حكيم) * يعلم ما يليق بكل حال ويخصه بها كما أمر بالإثخان ومنع من الافتداء حين كانت الشوكة للمشركين وخير بينه وبين المن لما تحولت الحال وصارت الغلبة للمؤمنين روي أنه عليه السلام أتى يوم بدر بسبعين أسيرا فيهم العباس وعقيل بن أبي طالب فاستشار فيهم فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه قومك وأهلك استبقهم لعل الله يتوب عليم وخذ منهم فدية تقوي بها أصحابك وقال عمر رضي الله تعالى عنه اضرب أعناقهم فإنهم أئمة الكفر وان الله أغناك عن الفداء مكني من فلان لنسيب له ومكن عليا وحمزة من أخويهما فنضرب أعناقهم فلم يهو ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن الله ليلين قلوب رجال حتى تكون الين من اللين وان الله ليشدد قلوب رجال حتى تكون أشد من الحجارة وان مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم قال * (فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) * ومثلك يا عمر مثل نوح قال * (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) * فخير أصحابه فأخذوا الفداء فنزلت فدخل عمر
(١٢١)