تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١١٥
* (ذلك) * الضرب والعذاب * (بما قدمت أيديكم) * بسبب ما كسبتم من الكفر والمعاصي وهو خبر لذلك * (وأن الله ليس بظلام للعبيد) * عطف على ما للدلالة على أن سببيته بانضمامه إليه إذ لولاه لامكن أن يعذبه مبغير ذنوبهم لا أن لا يعذبهم بذنوبهم فإن ترك التعذيب من مستحقه ليس بظلم شرعا ولا عقلا حتى ينتهض نفي الظلم سببا للتعذيب وظلام التكثير لأجل العبيد * (كدأب آل فرعون) * أي دأب هؤلاء مثل دأب آل فرعون وهو عملهم وطريقهم الذي دأبوا فيه أي داموا عليه * (والذين من قبلهم) * من قبل آل فرعون * (كفروا بآيات الله) * تفسير لدأبهم * (فأخذهم الله بذنوبهم) * كما أخذ هؤلاء * (إن الله قوي شديد العقاب) * لا يغلبه في دفعه شيء * (ذلك) * إشارة إلى ما حل بهم * (بأن الله) * بسبب أن الله * (لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم) * مبدلا إياها بالنقمة * (حتى يغيروا ما بأنفسهم) * يبدلوا ما بهم من الحال إلى حال أسوأ كتغيير قريش حالهم في صلة الرحم والكف عن تعرض الآيات والرسل بمعاداة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعه منهم والسعي في إراقة دمائهم والتكذيب بالآيات والاستهزاء بها إلى غير ذلك مما أحدثوه بعد المبعث وليس السبب عدم تغيير الله ما أنعم عليهم حتى يغيروا حالهم بل ما هو المفهوم له وهو جري عادته على تغييره متى يغيروا حالهم وأصل يك يكون فحذفت الحركة للجزم ثم الواو لالتقاء الساكنين ثم النون لشبهه
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»