تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١١٧
وركب كعب بن الأشرف إلى مكة فحالفهم ومن لتضمين المعاهدة معنى الأخذ والمراد بالمرة مرة المعاهدة أو المحاربة * (وهم لا يتقون) * سبة الغدر ومغبته أو لا يتقون الله فيه أو نصره للمؤمنين وتسليطه إياهم عليهم * (فإما تثقفنهم) * فإما تصادفنهم وتظفرن بهم * (في الحرب فشرد بهم) * ففرق عن مناصبتك ونكل عنها بقتلهم والنكاية فيهم * (من خلفهم) * من وراءهم من الكفرة والتشريد تفريق على اضطراب وقرئ فشرذ بالذال المعجمة وكأنه مقلوب شذر و * (من خلفهم) * والمعنى واحد فإنه إذا شرد من وراءهم فقد فعل التشريد في الوراء * (لعلهم يذكرون) * لعل المشردين يتعظون * (وإما تخافن من قوم) * معاهدين * (خيانة) * نقض عهد بأمارات تلوح لك * (فانبذ إليهم) * فاطرح إليهم عهدهم * (على سواء) * على عدل وطريق قصد في العداوة ولا تناجزهم الحرب فإنه يكون خيانة منك أو على سواء في الخوف أو العلم بنقض العهد وهو في موضع الحال من النابذ على الوجه الأول أي ثابتا على طريق سوي أو منه أو من المنبوذ إليهم أو منهما على غيره وقوله * (إن الله لا يحب الخائنين) * تعليل للأمر بالنبذ والنهي عن مناجزة القتال المدلول عليه بالحال على طريقة الاستئناف * (ولا تحسبن) * خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وقوله * (الذين كفروا سبقوا) * مفعولاه وقرأ ابن عامر وحمزة وحفص بالياء على أن الفاعل ضمير أحد أو * (من خلفهم) * أو * (الذين كفروا) * والمفعول الأول أنفسهم فحذف للتكرار أو على تقدير أن * (سبقوا) * وهو ضعيف لأن أن المصدرية كالموصول فلا تحذف أو على ايقاع الفعل على * (إنهم لا يعجزون) *
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»