تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٢٨١
* (ورسلا) * نصب بمضمر دل عليه أوحينا إليك كأرسلنا أو فسره * (قد قصصناهم عليك من قبل) * أي من قبل هذه السورة أو اليوم * (ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما) * وهو منتهى مراتب الوحي خص به موسى من بينهم وقد فضل الله محمدا صلى الله عليه وسلم بأن أعطاه مثل ما أعطى كل واحد منهم * (رسلا مبشرين ومنذرين) * نصب على المدح أو بإضمار أرسلنا أو على الحال ويكون رسلا موطئا لما بعده كقولك مررت بزيد رجلا صالحا * (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) * فيقولوا لولا أرسلت إليها رسولا فينبهنا ويعلمنا ما لم نكن نعلم وفيه تنبيه على أن بعثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى الناس ضرورة لقصور الكل عن إدراك جزيئات المصالح والأكثر عن إدراك كلياتها واللام متعلقة بأرسلنا أو بقوله * (مبشرين ومنذرين) * و * (حجة) * اسم كان وخبره * (للناس) * أو * (على الله) * والآخر حال ولا يجوز تعلقه بحجة لأنه مصدر وبعد ظرف لها أو صفة * (وكان الله عزيزا) * لا يغلب فيما يريد * (حكيما) * فيما دبر من أمر النبوة وخص كل نبي بنوع من الوحي والإعجاز * (لكن الله يشهد) * استدراك عن مفهوم ما قبله فكأنه لما تعنتوا علي بسؤال كتاب ينزل عليهم من السماء واحتج عليهم بقوله * (إنا أوحينا إليك) * قال إنهم لا يشهدون ولكن الله يشهد أو أنهم أنكروه ولكن الله يثبته ويقرره * (بما أنزل إليك) * من القرآن المعجز الدال على نبوتك روي أنه لما نزل إنا أوحينا إليك قالوا ما نشهد لك فنزلت * (أنزله بعلمه) * أنزله متلبسا بعلمه الخاص به وهو العلم بتأليفه على نظم يعجز عنه كل بليغ أو بحال من
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»