تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٤
القدس الحياة * (انتهوا) * عن التثليث * (خيرا لكم) * نصبه كما سبق * (إنما الله إله واحد) * أي واحد بالذات لا تتعدد فيه بوجه ما * (له ما في السماوات وما في الأرض) * ملكا وخلقا لا يماثله شيء من ذلك فيتخذه ولدا * (وكفى بالله وكيلا) * تنبيه على غناه عن الولد فإن الحاجة إليه ليكون وكيلا لأبيه والله سبحانه وتعالى قائم بحفظ الأشياء كاف في ذلك مستغن عمن يخلقه أو يعينه * (لن يستنكف المسيح) * لن يأنف من نكفت الدمع إذا نحيته بإصبعك كيلا يرى أثره عليك * (أن يكون عبدا لله) * من أن يكون عبدا له فإن عبوديته شرف يتباهى به وإنما لمذلة والاستنكاف في عبودية غيره روي أن وفد نجران قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم تعيب صاحبنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صاحبكم قالوا عيسى عليه الصلاة والسلام قال عليه السلام وأي شيء أقول قالوا تقول إنه عبد الله ورسوله قال إنه ليس بعار أن يكون عبد الله قالوا بلى فنزلت * (ولا الملائكة المقربون) * عطف على المسيح أي ولا يستنكف الملائكة المقربون أن يكونوا عبيدا لله واحتج به من زعم فضل الملائكة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقال مساقه لرد قول النصارى في رفع المسيح عن مقام العبودية وذلك يقتضي أن يكون المعطوف أعلى درجة من المعطوف عليه حتى يكون عدم استنكافهم كالدليل على عدم استنكافه وجوابه أن الآية للرد على عبدة المسيح والملائكة فلا يتجه ذلك وإن سلم اختصاصها بالنصارى فلعله أراد بالعطف المبالغة باعتبار التكثير
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»