تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٣
اسمه إلا فيما لا بد منه ولأنه يؤدي إلى الشرط وجوابه * (وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض) * يعني وإن تكفروا فهو غني عنكم لا يتضرر بكفركم كما لا ينتفع بإيمانكم ونبه على غناه بقوله * (لله ما في السماوات والأرض) * وهو يعم ما اشتملتا عليه وما ركبتا منه * (وكان الله عليما) * بأحوالهم * (حكيما) * فيما دبر لهم * (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) * الخطاب للفريقين غلت اليهود في حط عيسى عليه الصلاة والسلام حتى رموه بأنه ولد من غير رشدة والنصارى في رفعه حتى اتخذوه إلها وقيل الخطاب للنصارى خاصة فإنه أوفق لقوله * (ولا تقولوا على الله إلا الحق) * يعني تنزيهه عن الصاحبة والولد * (إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم) * أوصلها إليها وخصلها فيها * (وروح منه) * وذو روح صدر منه لا بتوسط ما يجري مجرى الأصل والمادة له وقيل سمي روحا لأنه كان يحيي الأموات أو القلوب * (فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة) * أي الآلهة ثلاثة الله والمسيح ومريم ويشهد عليه قوله تعالى * (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) * أو الله ثلاثة إن صح أنهم يقولون الله ثلاثة أقانيم الأب والابن وروح القدس ويريدون بالأب الذات وبالابن العلم وبروح
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»