تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٢
يستعد للنبوة ويستاهل نزول الكتاب عليه أو بعلمه الذي يحتاج إليه الناس في معاشهم ومعادهم فالجار والمجرور على الأولين حال من الفاعل وعلى الثالث حال من المفعول والجملة كالتفسير لما قبلها * (والملائكة يشهدون) * أيضا بنبوتك وفيه تنبيه على أنهم يودون أن يعلموا صحة دعوى النبوة على وجه يستغني عن النظر والتأمل وهذا النوع من خواص الملك ولا سبيل للإنسان إلى العلم بأمثال ذلك سوى الفكر والنظر فلو أتى هؤلاء بالنظر الصحيح لعرفوا نبوتك وشهدوا بها كما عرفت الملائكة وشهدوا * (وكفى بالله شهيدا) * أي وكفى بما أقام من الحجج على صحة نبوتك عن الاستشهاد بغيره * (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا) * لأنهم جمعوا بين الضلال والإضلال ولأن المضل يكون أغرق في الضلال وأبعد من الانقلاع عنه * (إن الذين كفروا وظلموا) * محمدا صلى الله عليه وسلم بإنكار نبوته أو الناس بصدهم عما فيه صلاحهم وخلاصهم أو بأعم من ذلك والآية تدل على أن الكفار مخاطبون بالفروع إذ المراد بهم الجامعون بين الكفر والظلم * (لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا) * * (إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا) * لجرى حكمه السابق ووعده المحتوم على أن من مات على كفره فهو خالد في النار وخالدين حال مقدرة * (وكان ذلك على الله يسيرا) * لا يصعب عليه ولا يستعظمه * (يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم) * لما قرر أمر النبوة وبين الطريق الموصل إلى العلم بها ووعيد من أنكرها خاطب الناس عامة بالدعوة وإلزام الحجة والوعد بالإجابة والوعيد على الرد * (فآمنوا خيرا لكم) * أي إيمانا خيرا لكم أو ائتوا أمرا خيرا لكم مما أنتم عليه وقيل تقديره يكن الإيمان خيرا لكم ومنعه البصريون لأن كان لا يحذف مع
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»