تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٥
استكبرت ما سألوه منك فقد سألوا موسى عليه السلام أكبر منه وهذا السؤال وإن كان من آبائهم أسند إليهم لأنهم كانوا آخذين بمذهبهم تابعين لهديهم والمعنى إن عرقهم راسخ في ذلك وأن ما اقترحوه عليك ليس بأول جهالاتهم وخيالاتهم * (فقالوا أرنا الله جهرة) * عيانا أرناه نره جهرة أو مجاهرين معاينين له * (فأخذتهم الصاعقة) * نار جاءت من قبل السماء فأهلكتهم * (بظلمهم) * بسبب ظلمهم وهو تعنتهم وسؤالهم ما يستحيل في تلك الحال التي كانوا عليها وذلك لا يقتضي امتناع الرؤية مطلقا * (ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات) * هذه الجناية الثانية التي اقترفها أيضا أوائلهم والبينات المعجزات ولا يجوز حملها على التوراة إذ لم تأتهم بعد * (فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا) * تسلطا ظاهرا عليهم حين أمرهم بأن يقتلوا أنفسهم توبة عن اتخاذهم * (ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم) * بسبب ميثاقهم ليقبلوه * (وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا) * على لسان موسى والطور مظل عليهم * (وقلنا لهم لا تعدوا في السبت) * على لسان داود عليه الصلاة والسلام ويحتمل أن يراد على لسان موسى حين ظلل الجبل عليهم فإنه شرع السبت ولكن كان الاعتداء فيه والمسخ به في زمن داود عليه الصلاة والسلام وقرأ ورش عن نافع * (لا تعدوا) * على أن أصله لا تتعدوا فأدغمت التاء في الدال وقرأ قالون بإخفاء حركة العين وتشديد الدال والنص عنه بالإسكان * (وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) * على ذلك وهو قولهم سمعنا وأطعنا * (فبما نقضهم ميثاقهم) * أي فخالفوا ونقضوا ففعلنا بهم ما فعلنا بنقضهم وما مزيدة
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»