تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٤
ببعضهم * (ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا) * طريقا وسطا بين الإيمان والكفر لا واسطة إذ الحق لا يختلف فإن الإيمان بالله سبحانه وتعالى لا يتم إلا بالإيمان برسله وتصديقهم فيما بلغوا عنه تفصيلا أو إجمالا فالكافر ببعض ذلك كالكافر بالكل في الضلال كما قال الله تعالى * (فماذا بعد الحق إلا الضلال) * * (أولئك هم الكافرون) * هم الكاملون في الكفر لا عبرة بإيمانهم هذا * (حقا) * مصدر مؤكد لغيره أو صفة لمصدر الكافرين بمعنى هم الذين كفروا كفرا حقا أي يقينا محققا * (وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) * * (والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم) * أضدادهم ومقابلوهم وإنما دخل بين على أحد وهو يقتضي متعددا لعمومه من حيث إنه وقع في سياق النفي * (أولئك سوف يؤتيهم أجورهم) * الموعودة لهم وتصديره بسوف لتأكيد الوعد والدلالة على أنه كائن لا محالة وإن تأخر وقرأ حفص عن عاصم وقالون عن يعقوب بالياء على تلوين الخطاب * (وكان الله غفورا) * لما فرط منهم * (رحيما) * عليهم بتضعيف حسناتهم * (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء) * نزلت في أحبار اليهود قالوا إن كنت صادقا فائتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى به موسى عليه السلام وقيل كتابا محررا بخط سماوي على ألواح كما كانت التوراة أو كتابا نعاينه حين ينزل أو كتابا إلينا بأعياننا بأنك رسول الله * (فقد سألوا موسى أكبر من ذلك) * جواب شرط مقدر أي إن
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»