تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٢٧١
قوله تعالى * (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) * * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين) * فإنه صنيع المنافقين ودينهم فلا تتشبهوا بهم * (أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا) * حجة بينة فإن موالاتهم دليل على النفاق أو سلطانا يسلط عليكم عقابه * (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) * وهو الطبقة التي في قعر جهنم وإنما كان كذلك لأنهم أخبث الكفرة إذ ضموا إلى الكفر استهزاء بالإسلام وخداعا للمسلمين وأما قوله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان ونحوه فمن باب التشبيه والتغليظ وإنما سميت طبقاتها السبع دركات لأنها متداركة متتابعة بعضها فوق بعض وقرأ الكوفيون بسكون الراء وهي لغة كالسطر والسطر والتحريك أوجه لأنه يجمع على إدراك * (ولن تجد لهم نصيرا) * يخرجهم منه * (إلا الذين تابوا) * عن النفاق * (وأصلحوا) * ما أفسدوا من أسرارهم وأحوالهم في حال النفاق * (واعتصموا بالله) * وثقوا به أو تمسكوا بدينه * (وأخلصوا دينهم لله) * لا يريدون بطاعتهم إلا وجهه سبحانه وتعالى * (فأولئك مع المؤمنين) * ومن عدادهم في الدارين * (وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما) * فيساهمونهم فيه
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»