* (وهم فيها خالدون) * دائمون والخلد والخلود في الأصل الثبات المديد دام أم لم يدم ولذلك قيل للأثافي والأحجار خوالد وللجزء الذي يبقى من الإنسان على حاله ما دام حيا خلد ولو كان وضعه للدوام كان التقييد بالتأبيد في قوله تعالى * (خالدين فيها أبدا) * لغوا واستعماله حيث لا دوام كقولهم وقف مخلد يوجب اشتراكا أو مجازا والأصل ينفيهما بخلاف ما لو وضع للأعم منه فاستعمل فيه بذلك الاعتبار كإطلاق الجسم على الإنسان مثل قوله تعالى * (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) * لكن المراد به ههنا الدوام عند الجمهور لما يشهد له من الآيات والسنن. فإن قيل الأبدان مركبة من أجزاء متضادة الكيفية معرضة للاستحالات المؤدية
(٢٥٢)